التاريخ : 2025-12-07
القضية الفلسطينية إلى أين؟
د. عزت جرادات
* كثيرة هي القضايا التي تتحدى النظام العربي الافتراضي على إعتبار أنه، أي النظام العربي، يمر بحالة من شبه الركود
وضعف التضامن، وتعدد الإتجاهات، وإختلاف الأولويات وما يهمنا في هذه المرحلة هو حالة القضية الفلسطينية فلم تَعُدْ من أولويات معظم مكوّنات النظام العربي وهذا يقتضي أن تُعاد هذه القضية إلى أعلى سُلّم الأولويات على المستويين القطري والعربي وذلك يتطلب النظرة الفاحصة والعميقة للواقع، فلسطينياً، وإسرائيلياً، وإقليمياً ودولي معاً.
*فلسطينياً:
-ثمة برنامجان: أولهما سلمي تفاوضي وثانيهما عسكري مقاوم، فالسلمي يعتمد (أوسلو) والمطالبة السياسية والدبلوماسية بالتفاوض بناء على (حل الدولتيْن). أما العسكري يعتمد أيديولوجية المقاومة، مهما تعرضت إليه من هجمة صهيونية.
-هناك خطر داهم بِضَمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، على الرغم من وعود أمريكية بعدم حدوث ذلك، فالسياسة الأمريكية سريعة التغيّر وفق مصالحها ومصالح حليفتها الإستراتيجية -إسرائيل.
-الاقتصاد الفلسطيني أصبح مرتبطاً بالإقتصاد الإسرائيلي، وفي رأي معظم الإقتصاديين أنه يتعذر تحريره.
-إن الموقف السياسي الإسرائيلي ينطلق من عقيدة صهيونية، وقد لا يتغيّر حتى بتغيّر الحكومات الإسرائيلية، ويتلخص ذلك الموقف بالإستيلاء على كامل فلسطين من النهر إلى البحر، بأقل عبءٍ ممكن من السكان الفلسطينيين.
-إن إسرائيل، مهما تغيرت حكوماتها، غير مهيئة لعملية تسوية سلمية، حيث ستظل تعاني من نتائج حرب (7 أكتوبر)، على المستويين: السياسي والنفسي- الاجتماعي.
-ستظل سياسة تكثيف الإستيطان في توسع وإنتشار، باعتبار ذلك من العقيدة الصهيونية الثابتة.
*إقليميا ودولياً:
-سيظل الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية ضبابياً، ويعتمد على (إتفاقية إبراهام) لدمج إسرائيل في المنطقة، وإذا ما نجح في ذلك، يضعف الاهتمام بأي أفق سياسي للقضية الفلسطينية.
-أن التوتر الأمريكي- الإيراني يصب في صالح إسرائيل التي تجد في ذلك قوة أخرى تهدد إيران.
*الخلاصة:
في ظلّ هذه المعطيات الواقعية، فأن الموقف العربي يعتمد على إقتراح حلول بديلة، ولا أقول إبداعية، بل قابلة للتطبيق لإحياء القضية